المرأة بين الرأسمالية والماركسية

نسائيات(1)   .... المرأة بين الرأسمالية والماركسية :

مع اقتراب الرأسمالية من نهاية طريقها المسدود تزداد شراسة وتزيد من امتصاصها لدماء المراهقين والنساء خاصة .وقد أشار "كارل ماركس" مؤكدا أن الرأسمالية تميل لتحقيق أرباحا فاحشة من خلال طريقتها المعهودة في استغلال النّساء والأطفال وقد كتب "كارل ماركس" في المجلد الأول من كتابه رأس المال: " شكّّل عمل النّساء والأطفال بالتالي أول شيء بحث عنه الرأس ماليون الذين استخدموا الآلات هذه البدائل الجبارة للعمل وتحولت فورا إلى وسائل من اجل زيادة عدد العمال الأُجراء من خلال إدماج جميع أعضاء أسرة العامل تحت السيطرة المباشرة لرأس المال دون أي تمييز من حيث الجنس أو السن, لقد اغتصب العمل الإجباري لصالح رأس المال المكان.وليس فقط من لعب الأطفال بل أيضا من العمل الحر في المنازل ضمن حدود معتدلة لدعم الأسرة "  ((كارل ماركس رأس المال))

أما اليوم إذا القينا نظرة على البلدان الرأسمالية التي تلقب نفسها بالمتقدمة نجد أنها وبعد تغير أنماط الإنتاج وشراهة الرأسماليين لزيادة معدل الربح أدى هذا إلى التزايد المستمر في تشغيل النساء والمراهقين وتعريضهم لأقسى أنواع الاستغلال فيكون عملهم مقابل أجور اقل من أجور الرجال وشروط ظالمة ولهم حقوق شبه معدومة فعلينا هنا أن نفهم هذه الفارقة ففي أمريكا وحدها /50/ مليون امرأة دخلت القوة العاملة خلال الستين سنة الماضية وفي أوربا /40/ مليون امرأة أخرى وهذا يعني أن ثلاثة أرباع نساء أمريكا قد التحقن بالعمل خلال فترة من حياتهنّ مقابل اجر .

إن عمل النساء هو تطور وتقدم بحد ذاته إنه الأساس الأول لتحرر النساء من الحدود الضيقة التي أوجدها المجتمع للبيت والأسرة ومن أجل تطورها الطبيعي ككائن حي موجود على سطح الكرة الأرضية والجزء الآخر من المفارقة أن النظام الرأسمالي لا يهدف لتحرير المرأة فإن نظرته للمرأة لا تتجاوز سوى أنها مجرد مصدر سهل ورخيص للعمل وكجزء أساسي من الجيش الاحتياطي للعمل في حين احتياجه يتم استدعائه وحين الانتهاء منه يتم  إبعاده ومن أكثر الأمثلة والدلائل وضوحا هو فترة الحربين العالمية الأولى والثانية فنجد جر النساء إلى المصانع من اجل تعويض الرجال الذين تم استدعائهم للحرب وعند انتهاء الحرب أُعدن إلى المنازل

أما في فترة ازدهار الرأسمالية بين الخمسينات والستينات تم دعوة النساء مجددا للدخول في العمل فكان دورهم  الأكثر شبها بالعمال المهاجرين كخزان لليد العاملة الرخيصة ولملء الثغرات في المسلسل الإنتاجي وبالرغم من كل الشعارات المطروحة كعالم المرأة وسلطة والفتاة وغيرها من الشعارات الرنانة والقوانين التي يدعون أنها تضمن المساواة بين الرجل والمرأة ولكن رغم كل هذا تبقى المرأة هي الأكثر استغلالا واضطهادا وعذابا داخل الطبقة العاملة في المجتمعات الرأسمالية

وفي السابق لجأ المجتمع الطبقي الرأسمالي إلى جعل النساء سلبيات سياسيا وغير منظمات وبالتالي يصبحن القاعدة الأمتن للرجعية التي طالما ارتكزت البرجوازية على هذه الطبقة للبقاء في السلطة ونشرت هذه الرجعية  ومازالت تنشرها من خلال المؤسسات الدينية والصحافية كالمجلات النسائية والقنوات الفضائية المختصة بتسخيف عقل المرأة لكن اليوم الكثير من النساء لم تعد تقبل في تلك البلدان أن تبقين في دائرة الجهل والسلبية السياسية وهذه الظاهرة تجعلنا نرجع بذاكرتنا عندما فقدت الرأسمالية الاحتياطي الرجعي لها بين صفوف الفلاحين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا الغربية واليابان

وأنا هنا أصر على أن المرأة أكثر صلابة وحيوية ونشاط من الرجل الملوث بسنوات الضغط والروتين القاتلين وأي شخص منّا قد سبق وشاهد اعتصاماً للنساء يعرف معنى اعتصاما نسائيا ويشعر بمدى صلابتهن وقوتهن في تعبيرهن عن السخط على الأنظمة الرأسمالية التي تمتص دمائهن كعلقة شرهة لا تعرف معنى الإنسانية

لكن هذا الوحش المسمّى بالرأسمالية لن يجني من هجماته على المرأة والأسرة سوى ازدياد الشريحة الثورية في طبقات المجتمع فعلينا أن نفهم الإمكانيات الثورية العظمى الكامنة في النساء وأخذ الخطوات العملية الضرورية للنهوض بالمرأة من حطام ظلم القوانين والمجتمعات وحثها على الاندماج بالمجتمع وان نكون معها سوية لمشاركتها المجتمع بحقوق كاملة

sameer_eshak@hotmail.com
 
مواقع صديقة
 
www.kassioun.org
www.rifaak.co.cc
www.own-free-website.com
www.lcparty.org
سفراء الى السماء
 
زياد الرحباني
فيروز
مارسيل خليفة
اميمة خليل
ميادة بسيليس
مي نصر
لينا شمميان
اسمهان
نجاة الصغيرة
سميح شقير
سهير شقير
ام كلثوم
ابراهيم تاتلس
خالد الهبر
الشيخ امام
جوليا بطرس
ماجدة الرومي
شعار
 
الدفاع عن الوطن ...
الدفاع عن لقمة الشعب

عاش قانون الأحزاب
ولحرية الصحفية..
....يسقط قانون الطوارئ
والأحوال الشخصية
مقام
 
لن تذبل ورود الأمل
طالما قلوبنا تنبض بالحياة

إن لم نحترق انا وانت
فمن سينير الطريق؟؟
 
Today, there have been 8 visitors (23 hits) on this page!
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free