خذي الوقت الكافي..!

خذي الوقت الكافي يا سيدتي الغريبة

خذي الوقت الكافي كي لا تخافي

لست من قلبي قريبة

وحبك ليس على السطح طافي

لا أريد منك تفاهات أو اعترافات كاذبة

ولا حب تحت تأثير المخدر

ولا أريد بالقوة ابتساماتك الشاحبة

ولا أن تصبحي لقلبي المجبر

ولا أريد أن تفتعلي حبي كما تفتعلين كل تصرفاتك

لست مضطرة للتبرع بنصف كلامك

أو نصف يدك

فلا الكلام ولا الأيادي ولا الأشواق ولا الحب قابل للقسمة

هكذا قصتنا جلية واضحة المعالم

فلا تنظري إلي من أعالي برجك العاجي

وكأنك بالموضوع غير معنية

وحبنا من الموت ناجي

ولست أساس القضية

فخذي الوقت الكافي

خذي الوقت الذي تستغرقه اللؤلؤة لكي تتشكل

و السنونو لتصنع عاصفة الموت بجناحيها

خذي الوقت الذي يحتاجه الفحم ليتحول

إلى ماس...وتنقضي الدنيا بما فيها

خذي الوقت الذي تستغرقه الآلام

لتصبح ديوان شعر

خذي الوقت والأزمنة التي ذهبت

وخذي الوقت والأزمنة التي ستأتي

فالمسافات طويلة

بين الشروق والغروب   بين أول وآخر الأيام

بين اللقاء والهروب    بين الصحوة والمنام

فلا الوقت معي قابل للنفاذ

ولا العيون الجميلة قابلة للسرقة

وحبي لك ليس بشاذ

وكلماتي ليست خارجة من محرقة

خذي الوقت الكافي

لن اهتم بعد الآن بالقوافي

أيتها السيدة المفتعلة الهدوء

لا أطالبك بتدفق العواطف

فلا احد يستطيع تفجير ينابيع الحب

ولا احد يستطيع رشوة الرعود

ولا احد يستطيع استجلاب المطر أو حتى الحب

فخذي الوقت الكافي     يا هوائية الأطوار

يا سيدة التحولات والطقس العديم الاستقرار

يا سيدة العواطف والغابات والبحار

أيتها المسافرة بين القطب وخط الاستواء

خذي الوقت الكافي

إن شمس النهار مازالت في الفجر

وأنا لست مستعجلا

لا على معجزتك الكبرى

ولا على ذوبان الثلوج عن مرتفعات قلبك

لست مطالبا بإحراق سفنك

ولا التخلي عن مملكتك وحاشيتك وامتيازاتك الطبقية

ولا أطالبك بالطيران معي على جوانح الجنون

فالجنون موهبة الفقراء وحدهم

وأنت كما عرفتك تخليت عن تاج المحبة لتحتفظي بتاجك الماسي

فأنت سيدة العقل والأفكار والحسابات المعقدة

وأنا خادم المحبة والفطرة الذي لا يقيم وزنا لشيء

فخذي وقتك الكافي وعلي لا تخافي

ربيع 2008