لطفا... أغلق الباب خلفك بهدوء
في كل صباح
افتح عيني ببطء شديد
أحول ناظري في ظلام الغرفة الموشح بضياء الشموع
واستمع إلى هذا الصمت الصارخ الذي يملأ المكان
وفجأة انتبه إلى موسيقى نبضات قلبي وابتسم مسترجعا الصخب الرهيب في داخلي
هذا الصخب الذي يُسير تفاصيل حياتي الصغيرة
تلك التفاصيل الدقيقة التي تمزقنا وتشتتنا
وككل مرة انهض من السرير والملم ما تبقى من أجزائي المتناثرة
التي ترسم أشكالا مختلفة من الظلال والنور مع كل حركة لضوء الشموع
وأتذكر حينها وحدتي التي لا تزال نائمة
لكن هذه المرة أيقظتها بحب عنيف
وتفتح عيناها الكاذبتان وتقول:
هيا اذهب كالمعتاد خارجا لكن لطفا أغلق خلفك الباب بهدوء
وساد المكان صمت صارخ يهدد كياني من جديد
أقول لها عدة كلمات تحطم صمت الغرفة اذهبي عني يا سعادتي الكاذبة اذهبي عني يا وهمي الأزلي اذهبي يا زلزال حياتي
فتذهب وحدتي المسكينة وتغلق خلفها الباب بهدوء
وفجأة صوت يهزني بعنف ليس له مثيل ليوقظني من نومي العميق
انه صوت المنبه
لكن بدل أن افتح عيني صباحا مثقل بالسعادة والكسل اللذيذ
أجد نفسي في ظلام غرفتي وحيدا وقد زاده حلكة ذوبان الشموع وانطفائها
ولم يكن صوت إغلاق ذلك الباب إلا صوت انتهاء الشريط في مسجلتي القديمة
ابتسم واشعر بمرارة وحدتي
لكن على الأقل لدي من حطب الذكريات وشموع الحنين ما يكفي لألف سنة وسنة
لأشعلها على أمل استيقاظي ذات صباح على صوت مغادرتها حين تغلق الباب بهدوء
وأتمتم ما علق ببالي من تلك الأغنية
أعود... أعود ...لطاولتي ولاشيء معي
إلا كلمات
حزيران 2008
مهداة إلى وحدتي لعلها تفارقني بيوم من الأيام
|