صمت رحيلك..

كلما اشتقت إليك

اجلس في غرفتي وحيدا

أشعل شمعة حمراء

وعلى صفحة بيضاء

أحاول خربشة معالم وجهك

وارسم لنا بيتا وشجرة

وشمسا مستديرة

كلما اشتقت إليك

أدرك أنني لم أشفى بعد منك

اهرع كالمجنون لأسكت صراخ إدمان قلبي عليكِ

فأعود إلى حيث مشينا وجلسنا وأحببنا يوما

استمع إلى وقع خطواتك

واشتم عطرك المزروع خلفك

كالموت الذي يحاول الهروب منك

كالعاصفة الصامتة في قلبي التي تبحث عنك

وابحث عن طيف لعينيك مرّ من هنا وعانق أشجار الطريق ذات مرة

وتركها مثلي مندورة للنسيان والغبار

وأذوب شوقا في شوقي إليك

وأعود وأنا احضن قلبي الذي غفا وفي عينيه دموع تحلم بك

وتترجى القدر أن يلد معجزة أخرى تغير طريق قطار الأيام الهمجي

الذي يأبى إلا أن يدمر ما تبقى من قلبي المسكين وان يمزق ما رسمته لك

وككل مرة كل هذا لا ينفع فيبقى صراخ قلبي الذي نبضه محتاج إليك

وأعود إلى ظلام غرفتي الحالك

 اغرق في أعماق سريري واحضن وسادتي ويخفق قلبي واحلم

احلم بك...   بك وحدك

لو تعرفين كم حلمت بك بطائرات تحملني إليك

بمتعة اكتشاف مدن جديدة معك

بغرف فنادق نضيع فيها

بامتلاك الدنيا وأنا أغفو بين يديك

بصباح تشرق فيه على الدنيا شمسان إحداهما أنت

بسهرات كثير نملؤها ثرثرة

عن الحب والكره والحياة والموت

عن الله

عن الدنيا

وعن سراب أحلامنا وأيامنا المخادعة

وعن ما ارسم لك كل ليلة

وفجأة يقاطع رنين الهاتف رقصة أحلامي المعتادة

كان رنينه الملهوف دليل على مفاجئة ما

وإذ بصوت يتراءى  لي انه يحضنني بغتة بعد غياب طويل

 وكالإعصار يحطم بداخلي جميع السدود والحواجز التي بنيتها استعدادا لهذه اللحظة

وببساطة تنزع كلماتها عني جميع معاطف القوة والتصنع وكذبة اعتيادي على غيابها

سعادة المفاجئة لم تسمح لي بالاستمتاع بدفء صوتها دون إدراك ما تعنيه بكلامها

إلا أنني أدركت أن صوتها توقف

وهكذا تنتهي المكالمة وتقفل الخط وتمضي

وأظل أنا هنا ككل مرة تتصلين فيها

استمع إلى صمت رحيلك

استمع إلى ألاشيء الذي تركتني فيه

استمع إلى سكوت حبك لي

استمع إلى كلمات لم تقولينها

كلمات تترفع عن النطق والسمع

كلمات من دون حروف أو ضجيج

نقية واضحة تماما كهذا الصمت الذي يفصل بيننا الآن

لكنني مازلت اشعر بك وأنت على الضفة الثانية من العالم

 تحملين سماعة هاتفك مثلي وتستمعين إلي

وابدأ الآن حديثي الذي ترفضين الاستماع اله دائما

أقول لك........ اشتقت إليك .....وحنيني يخنقني

احتاجك إلى جانبي وبعدك عني يمتني

وأضم سماعة الهاتف السوداء إلى صدري وابكي

تدور بي الغرفة حتى أعود إلى حيث بدأنا

إلى انبهاري بها وأنا أصافحها لأول مرة

والى لذة الارتباك وأنا بين يديها

ابكي وابكي حبي العليل الذي يرفض أن يموت

ابكي قلبي الذي رميته في جحيمك الذي لا يرحم

ابكي هذا الإنسان الذي صرته أنا

ابكي على روح تشتاق من لا يشتاق لها

ابكي قلبي المفطور الذي يرفض أن يلحد حبك أو يكفر به

تعال إلي يا قلبي تعال...كفانا أنا و أنت حبا غير شرعي...حبا لا يعترف به حبيب

تعال بنا نجمع أجزاءنا المتناثرة وننهض

وليكن جرح هبها أخر جروحك

وهيا بنا نتعلم الحياة بدون حبها بلا حب

نتعلم أن نعيش بلا أمل أو الم أو أحلام

وان نضيع في دوامات الحياة وننساها

هيا بنا يا قلب هيا.....ما بك...اجبني

لازلت تشتاق إليها ؟؟؟....لازلت تحبها؟؟؟

إذا هيا بنا لنخربش معالم وجهها

ونرسم لنا بيتا وشجرة

وشمسا مستديرة

 كانون الاول 2008
مهداة إلى كل من سكن قلبي ورحل عنه